• تصغير
  • تكبير

المذكرة المرفوعة إلى صاحب الجلالة

بسم الله الرحمن الرحيم

نعم سيدي أعزك الله،

بكل إجلال وإكبار، واعتزاز وافتخار، وبعد تقديم ما يجب من فروض الطاعة والولاء لمولانا الإمام دام عزه وعلاه؛

يتشرف خدام الأعتاب الشريفة رئيس وأعضاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان؛ بأن يرفعوا إلى علم الجلالة الشريفة المحفوفة بعنايته ولطفه، والمشمولة برعايته وفضله أن المجلس عقد اجتماعه الخامس عشر يوم الجمعة 25 رمضان الأبرك 1421هـ موافق 22 دجنبر 2000م وواصله يوم الخميس 7 ذي القعدة 1421هـ موافق فاتح يبراير 2001م، تنفيذا للأمر المولوي المطاع، واستنادا إلى المادة الخامسة من الظهير الشريف رقم 12. 90. 1 الصادر في 24 رمضان 1410هـ موافق 20 أبريل 1990م المؤسس للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.

إن أعضاء المجلس يامولاي ليعبرون عن اعتزازهم وامتنانهم بما حظوا به من شرف الاستقبال الملكي الكريم يوم 12 رمضان 1421 هـ الموافق 9 دجنبر 2000م؛ وليباركون ويثمنون عاليا، مضامين الخطاب التوجيهي السامي لجلالتكم المنيفة أثناء هذا الاستقبال، الذي تزامن مع الذكرى الثانية والخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذكرى العاشرة لتأسيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.

إنهم ليدركون مغزى الخطاب التاريخي لجلالتكم في أبعاده السياسية والحقوقية والحضارية، حيث آليتم على أنفسكم مواصلة العمل على النهوض بحقوق الإنسان باعتبارها رافعة قوية للتنمية في أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وما يشكله ذلك من طفرة نوعية تدعم صرح الديمقراطية ودولة الحق والقانون.

إن أعضاء المجلس يامولاي؛ ليعجز لسانهم عن التعبير عما يخالج أنفسهم من نشوة وحبور واعتزاز وافتخار، لما أغدقت عليهم جلالتكم من تنويه وثناء، وعطف ورضى على أعمالهم الموصولة، وعلى ما اتسمت به آراؤهم الاستشارية على مدار العشر سنوات الماضية، من حوار وتراض، وإحساس بالمسؤولية وتمسك بقيم الاعتدال والنزاهة والإنصاف. وإنهم ليستبشرون خيرا عميما بالأبعاد والآفاق المؤسستية والموضوعتية التي رسمتم معالمها في خطابكم السامي، وما أعطيتم من توجيهات سديدة من أجل تطوير المجلس، ليكون أكثر تأهيلا لترسيخ الحقوق المدنية والسياسية وإبلاء الأهمية الكبرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

مولاي،

لقد تدارس أعضاء المجلس مختلف التقارير المقدمة من رئيس المجلس ورؤساء مجموعات العمل وهيئة التحكيم المستقلة للتعويض التي تتضمن حصيلة عمل المجلس منذ تأسيسه على يد والدكم المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه، ووقفوا عند أبرز محطات مشواره، مستعرضين أكبر منجزاته، في سياقها الخاص والعام، سواء ما تعلق منها باقتراح مراجعة التشريعات، وفق المرجعية الدولية التي صادقت عليها مملكتكم السعيدة، تحقيقا للملاءمة المرجوة، أو ما تعلق بالممارسة المرتبطة بالحقوق المدنية والسياسية، ولم شمل الأسر بالعفو الملكي الكريم، وجبر الضررين المادي والمعنوي المترتبين عن وقائع الاختفاء والاعتقال التعسفي، بواسطة هيئة التحكيم المستقلة التي كانت من أولى قرارات جلالتكم الحكيمة بعد اعتلائكم عرش أسلافكم المنعمين، مؤمنين أنه بفضل التوجيهات الملكية السامية، تحقق بحكمة وتبصر، الغرض المتوخى من إحداث المجلس الذي ساهم في صون وتنمية حقوق الإنسان بمملكتكم الآمنة.

حفظ الله مولانا الإمام بما حفظ به الذكر الحكيم، وأدام عليه نعمة الصحة والعافية، وحفه بعنايته الربانية، وجعل النجاح حليف أعماله، والنصر مرافقا لكل خطواته، وشد أزر سيدنا المنصور بالله بصنوه السعيد الأمير الجليل المولى الرشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.

والسلام على المقام العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته.

وحرر بالرباط في يوم الجمعة 8 ذي القعدة 1421هـ موافق 2 فبراير 2001م

الخديم الوفي

رئيس المجلس
إدريس الضحاك

أعلى الصفحة